Tuesday 17 March 2009

تحديث - نهاية الجزء الخاص بالسيخية

ملاحظة: تم إلغاء خاصية منع نقل المواضيع بعد أن وصلت لي طلبات تطلب إلغاء هذه الخاصية بهذه المدونة حتى يتسنى لهم النقل والقراءة بتركيز لكن رجاءا إذا قمتم بعرضها في مكان آخر اذكروا المصدر ولا تنسوني من صالح دعائكم
دمتم سالمين
****************************************************************************
شعار السيخية

المعبد الذهبي للسيخ








ــــــــــــــــــــــــــــ


نشأت السيخية في شمالي الهند في إقليم البنجاب


، في أجواء لم تكن منفصلة، ولا مغايرة لمفاهيم كثيرة تنتشر في بلد النشأة



، والسيخية هي مزيجٌ من مؤثرات هندوسية ومؤثرات إسلامية، خاصة من قبل الصوفية.



المؤسس الأول لهذه الديانة هو «ناناك» المولود سنة 1469م، الذي عاش في ظلّ مناخ ديني هندوسي وإسلامي، من أبوين هندوسيين وفي ظلّ جوّ إسلامي.



ولـم يكن ناناك هو أوّل من قام بمحاولات إصلاحية، بل سبقه إلى ذلك «كبير» (1440ـ1518) الذي تأثّر بالتراث الهندوسي وبالقرآن الكريـم.




ولعلّ ما حدا بكلّ من كبير ، وناناك من بعده إلى طرح حركتيهما الإصلاحيتين، هو ذلك التعصب الذي وجداه في مجتمعيهما، ولهذا نجد ناناك قد أسس السيخية على أساس أنَّه لـم يلمس ثمة فارق بين اللّه اسم الجلالة عند المسلمين وفيشنو الإله الحافظ عند الهندوس


.
ولكنَّه كان ينكر الوحي، وعنده اللّه ينير الروح، ويحيط علمه بالملايين، وهو الخالق لملايين الأشكال والأجسام وهو ليس متجسماً، ومغاير لكلّ المخلوقات،
وما هذا المفهوم إلاَّ ما نصّت عليه الآية الكريمة التي جاء فيها:
] ليس كمثله شيءوهو السميع العليم[ (الشورى:11). ا


المعلم ناناك (1469ـ1539م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



يُعدُّ ناناك المؤسس الأول والحقيقي للسيخية في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، والسيخية لفظة هندية معناها تلامذة، اسم أمّة هندية أهم مواطنها البنجاب.



ولد ناناك في البنجاب من عائلة هندوسية وضيعة الشأن ضمن التصنيف الهندوسي للطبقات الاجتماعية، وطبقته كانت دون طبقة كشاتريا طبقة العسكر.



عمل ناناك في مطلع شبابه في خدمة حاكم سلطانبور في المحاسبة مما أكسبه خبـرة في الحياة العملية، واغتنم وجوده في سلطانبور، وحصل ثقافة أولية في الهندوسية والاسلام، وتعرف على عامل مسلم يدعى ماردانا ، وكان ماردانا هذا عازف ربابة، وبرفقته بدأ ناناك ينظّم بعض الأناشيد التي كان ينشدها على ألحان ربابة ماردانا، وأسسا معاً فرقة للإنشاد الديني، وتعاونا في إقامة مطعم صغير شعبي كان يقصده مسلمون وهندوس من مختلف الفئات، كلّ ذلك وفَّر للمعلم ناناك أوسع اتصال مع النّاس.



وعندما بلغ الغورو ناناك الثلاثين من العمر، اختفى عن الأنظار بعض الأيام ليظهر مدَّعياً أنَّه مكلّف بدعوة من الإله، «لقد زعم، وهو مقتنع بذلك بأنَّه، وبناءً لنداء إلهي علوي، بات الرسول المبعوث للمسلمين والهندوس ولكلّ الطبقات الاجتماعية وكذلك للفضلاء من النّاس والصالحين. ودعوته لها قواعد أساسية كالكد والعناء والتقشف، وممارسة الإحسان والبرّ، والتأمّل الذي تصدر عنه مدائح مؤلفه من قبل الغورو، وأهمية التأمّل لأنَّه يوفر للإنسان غذاءً روحياً مـمّا يمكنه من رؤية اللّه في وجوه كلّ أبناء الإنسانية،على حد تعبير كلارك.



وعلى هذا الأساس كما يقول بارندر جفري بدأ رحلته إلى البعيد، أهم الحواضر والبلدان كمكة، وبغداد والتيبت ومختلف أرجاء الهند وشرقي آسيا. ومن هنا اكتسب ناناك علومه من مشارب متعدّدة، وهو وإن لـم يكن في نيته بالأصل أن يؤسس ديناً أو مذهباً خاصاً به، إلاَّ أنَّه بعد فترة أصبح صاحب دين جديد،



ولكنَّ الغزو المغولي لبلاد الهند دفعه لأن يوقف رحلاته، وقضى معظم سنوات حياته المتبقية في قرية كارتربور إلى أن مات هناك قرب نهاية العقد الرابع من القرن السادس عشر حوالي شهر سبتمبر 1539»، وفي هذه القرية أقام ناناك أوّل معبد للسيخ والقرية تقع اليوم في باكستان.


ويذكر البستاني في دائرة معارف السلسلة الطويلة عن الغورو أهم الحوادث في عهودهم فيقول : خلفه في زعامة الجماعة السيخية عدد من الأشخاص كان كلّ واحدٍ منهم يلقب بـ «غورو أي المعلم، ويبدو أنَّ تحوّلاً حصل في نظرة السيخ إلى زعمائهم، حيث كان أتباع الغورو ناناك يدعون في البداية ناناك بنتيز ؛ أي المتحدون مع ناناك، وبعد مدّة أصبح الواحد منهم يُعرف باسم السيخ وتعني الكلمة: المتعلّم أو « المريد».



خلف ناناك في زعامة السيخ أنغاد (1504ـ1552م)، فكتب على مذهب أبيه التفاسير،


وخلف الغورو أنغاد، الغورو رامداس (1479ـ1574م)، فبدأ بعملية بلورة الشخصية السيخية، مدخلاً بعض الطقوس الهندوسية إلى السيخية، كالاغتسال في الأعياد، والتركيز على زيارة الأنهار على طريقة الهندوس، كما أنَّه أحدث تطوّراً آخر حيثُ انتقل بالسيخ إلى الريف لينشر دعوته بين الريفيين بعد أن كانت محصورة، في عهد المؤسس وخليفته أنجاد، بين سكان المدينة.


وجاء دور الخليفة الرابع واسمه أيضا الغورو رامداس، وهو زوج ابنة رامداس (1534ـ1581م)، ألّف أناشيد أضيفت إلى التراث السيخي، وقد أدخلت خمسة منها في نصوص كتاب السيخ المقدّس آدي غرانت وما صاغه هو تأمّلات في اللّه تعالى الذي لا تدركه الأبصار ولا شكل له.
وهو الذي أسس مدينة أمريستار وهي تبعد 40 كيلومتراً عن جوندفال لجهة الشمال الغربي، وبعد هذا الإجراء باتت أمريستار مدينة السيخ المقدّسة، وفيها أهم معابدهم على الإطلاق، معبد الذهب وإن كان بناء هذا المعبد قد تـمَّ من قبل الغورو الخامس أرجان
.



أمّا الغورو الخامس أرجان ، (1563ـ1606) ويُعتبر بحقّ من مؤسس السيخية الأساسيين، واستقر في أمريستار، وفي عهده وبإشرافه بنى السيخ معبدهم الرئيس المسمى معبد الذهب والذي لا يزال، حتّى يومنا هذا، الموقع الأكثر قداسة عند السيخ، كما أنَّ أرجان هو الذي جمع تعاليم السيخية في كتاب دعاه آدي غرانت أو غرانت صاحب ومعناه الكتاب الأول، وعقد أتباعه محالفة سياسية تحت رياسته فنمت السيخية، وتعزز وجودهم ما أثار حفيظة المغول، فألقى حاكم المغول القبض عليه، وألقى به في السجن وقتله سنة 1606م،


وقد كان لهذه الحادثة انعكاس قوي على مسار السيخ الأخلاقي،


وانقلبت من محبة السلم والراحة إلى حبّ الحرب والانتقام،


فاجتمعوا تحت قيادة هارغومند الغورو السادس، لمقاتلة المسلمين،


ولكنَّ المسلمين ظفروا بالسيخ وطردوهم من جوار لاهور فلجأوا إلى الجبال الشمالية المجاورة،


وكان هارغموند هو أول الرؤساء السيخ الذي سمح لأتباعه بأكل لحوم الحيوانات إلاَّ لحم البقر.
وتوفي عام 1644 عن ولدين سورات سنغ وتغ سنغ وكانا وقتئذٍ فارّين من وجه المسلمين
فخلفه حفيده هار راي وسمي معلمهم سنة 1644م.



وجرى هارراي بخلاف سياسة سلفه، فآثر المسالمة مع المغول والعودة عمّا سنَّه سلفه، وكان عهده مرحلة سلام بالنسبة للسيخ. وهارراي هو حفيد الغورو السادس هارغوبند.


أمّا الغورو الثامن هاركريشان (1656ـ1664م) فقد سمّاه والده هار راي لمنصب الغورو، وآلت إليه الأمور وهو صغير السن سنة (1661م)، ولكنَّه لـم يعش طويلاً وأصيب بالجدري، وكانت وفاته عام (1664م)، أي عن عمر ثماني سنوات.


وأصبح الغورو التاسع تاج بهادور (1622ـ1676م)، وهو ابن هارغوبند الغورو السادس، وكان يميل إلى المسالمة وعدم اعتماد المواجهة والحرب.وآلت القيادة بعده إلى الغورو العاشر ابنه غوبند سنغ 1666ـ1708م).



وكان الغورو العاشر والأخير غوبند سنج، تسلّم مهمته عام 1776م،



وبالرغم من حداثة سنه عزم على الأخذ بثأر أبيه وإنقاذ أتباعه من يد المغول،


فسنّ لهم قانوناً وألّف دولة مستقلة، وأضاف إلى كتابهم الأول تواريخ حياة أسلافه،



وجعل لقومه ثوباً خاصاً وعادات خاصة كإطلاق شعر الرأس، واللحية وفرض عليهم أن يكونوا كلّهم جنوداً تحت السِّلاح وأسس الخلسا الطاهر) وتعرف عموماً عند السيخ بأنَّها (المخلصون للسيخية) ويوحد بين مختلف جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية،


فحوّل بذلك السيخية إلى مؤسسة يحكمها نظام عسكري،

وساوى بين الجميع وأطلق على أتباعه اسم سنغة ومعناه سباع


وبدأ بمحاربة سلاطين المغول فلم يفلح وقتل أحد أخصامه


وكان آخر أمراء السيخ فإنَّه وضع لهم قانوناً جعل به السيادة لمجلس وطني (غورو ماتا) مؤلف من رؤساء الأمّة.



مناطق انتشار السيخ


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تعدُّ البنجاب والقسم الهندي منها خاصة الموطن الأساسي للسيخ، وهم يرون فيها رمز نشأتهم،



وفيها معبدهم الذهبي وهو الرئيسي عندهم، ويقع على بحيرة في أوتيسار.



في صراعهم مع المغول تمكن السيخ من السيطرة على البنجاب، ودخلوا مدينة لاهور سنة 1799.


أراد الإنكليز عند دخولهم إلى الهند إخضاع السيخ لسيطرتهم،



فحصلت بينهما عدّة حروب ما بين عامي (1845ـ1849) أسفرت عن إلحاق هزيمة ساحقة بالسيخ، وألحق الإنكليز إقليم البنجاب بالهند التي يحتلها الإنكليز.




عندما انفصلت باكستان عن الهند عام 1947م حصلت صدامات بين المسلمين والسيخ دفعت بالسيخ لأن ينتقلوا إلى القسم الهندي من البنجاب.


يتمتع السيخ في البنجاب بنفوذ قوي حيث يتسلمون مراكز حساسة، وبيدهم الزراعة، والمرافق الحيوية، حتّى أطلق على منطقتهم اسم «سلة الخبز الهندية».



ونتيجة للتعسف الهندي في معاملتهم، يُطالب السيخ بحكم ذاتي، ما حرّك الهندوس وجعلهم يصطدمون بالسلطات الهندية، وأدّى في نهاية الأمر إلى أن تأمر أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند يومها، بإخماد تمرّد السيخ،



وتطويق المعبد الذهبي من قبل الجيش الهندي، وإخماد ثورتهم، فقتل قائدهم بندراويل


ما دفع اثنين من حراس غاندي السيخ إلى القيام باغتيالها في 30 تشرين الثاني 1984.



ويبدو أنَّ التعامل الإيجابي للإنكليز مع السيخ واعتمادهم على السيخ في جيشهم سمح لهم بالانتشار خارج البنجاب


وفي المناطق التي تحت سيطرة الإنكليز، بالإضافة إلى بريطانيا، كان هناك أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، و الدول الإسكندنافية وكينيا و أوغندا وتانزانيا وملاوي و زامبيا،


وغيرها من البلاد المجاورة للهند كباكستان وأفغانستان وماليزيا وبنغلادش وسواها.





وإذا كانت المعلومات متضاربة حول العدد الحقيقي للسيخ في العالـم إلاَّ أنَّ المتفق عليه أنَّ عددهم لا يقل عن 15 مليوناً، ولا يزيد عن 20 مليون نسمة يسكن حوالي 80% منهم في البنجاب.



استمرت العلاقة جيدة بين السيخ والإنكليز حتّى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث انضمّ السيخ إلى حركة المهاتما غاندي التحررية العاملة لإخراج الإنكليز من الهند.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



تقوم عقيدة السيخ على «إجلال وتقديس الإله غير المشخَّص لتجنب أيّة حالة وثنية، وهو في الأصل خالق العالـم، وعملية الخلق هذه تستند إلى قدرة الإله الذي حوَّل العالـم من اللاكيف إلى حالة لها كيفياتها»،




ولذلك فاعتقاد المسلمين بوحدانية اللّه لا يختلف برأيه عن اعتقاد الهندوس بفشنو إله الخير.



إنَّ خلق العالـم عند الهندوس ضرورة لإظهار قدرة اللّه تعالى، وقد فسَّروا عملية الخلق على الوجه التالي، وقد أوردها ديلاروت في كتابه- السيخ - «مضى زمن لـم يكن فيه سماء ولا أرض ولا نهار ولا ليل ولا شمس. والخالق كان في حالة تأمّل عميق ولـم يكن من موجود سواه تعالى.
العالـم جاء إلى الوجود بإرادة إلهية. عندما أمضى اللّه إرادته كان وجود أو ظهور العالـم...



لقد خلق اللّه العالـم بأقسامه الجوهرية وعناصره الأساسية وعناصره الوسيطة والثانوية...


والإله المطلق تجلّى وأعلن عن نفسه وعن قدرته من خلال مخلوقاته».



وإذا كانوا قد أعطوا الغورو مكانة خاصة، لكنَّ ذلك لـم يدفعهم إلى إعطائه صفة ألوهية،

فتنـزيه الخالق هو أساس عقيدتهم، ورد عندهم في كتابهم المقدس «آدي غرانت»:



«لا يوجد إلاَّ إله واحد، وليس كمثله شيء،ويوجد الغورو وهو معلّم الكلّ،


الثواني والدقائق والساعات والأيام والفصول، كلّها نتيجة من المصدر الوحيد نفسه،


وهو المصدر نفسه الذي خلق الشمس، وكلّ ما هو مخلوق صادر عن الإله».



وإذا كان الانسان عند السيخ يحتاج الغورو لتحقيق هذا الخلاص، والغورو عندهم معصوم،


وقد ورد نص في كتابهم "آدي غرانت" منسوباً للغورو الخامس أرجان بهذا الصدد، وفيه:"



كل البشر الذين الذين نعرفهم خطاؤون، الغورو الحقيقي وحده لايخطىء، إنه الزاهد الفعلي بكل جدارة".


إلاّ أن حالهم اليوم تختلف كما كان عليه الوضع من قبل وخاصة بعد الغورو غوبندسينغ،


ومفهومهم اليوم يتلخص ـ كما يقول السحمراني ـ بما يلي:


"الإنسان لا يمكنه الخلاص منفرداً، وهو بحاجة في ذلك إلى الغورو،


والغورو اليوم هو كتابهم المقدس" آدي غرانت" المتوافر دوماًٍ في معابدهم "غودوارا" ويقع في 1430صفحة


تحوي اناشيد من مصادر سيخية وغير سيخية وبشكل خاص من مصادر صوفية إسلامية،


وهو ليس كتاباً دينياً تقليدياً وإنما مقتطفات على شكل أغان وأناشيد تناسب موسيقياً طقوسهم »


وإذا كان عندهم كتاب هو داسم غرانت، وهو مجموعة نصوص منسوبة للغورو العاشر إلاَّ أنَّه لا يتمتع بالقداسة التي يحتلها «آدي غرانت».


الكتاب الرئيسي المقدّس آدي غرانت «ألّفه الغورو الخامس أرجون سنة 1604م، وتوجد ثلاث نسخ من ألـ «آدي غرانت» على الأقل، وهي تختلف عن بعضها في تفاصيل بسيطة، والنسخة المعتمدة عند السيخ حالياً هي تلك التي راجعها ونقحها الغورو غوبندسينغ سنة 1704م.


والأمر المهم عند السيخ، بعد كتابهم "آدي غرانت"، هو ما يُسمّى بالكافات الخمسة، وهي خمس كلمات بالسنسكريتية يصعب نقلها إلى العربية على مبدأ الكافات الخمسة، لأنَّ اللفظ يختلف. وهذه الكافات تُنسب إلى الغورو العاشر غوبندسينغ، وقد ترافقت مع نظام الخلسا ، وهو نظام الأخوة بين السيخ الذي يوحِّد جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية.




الكافات الخمسة التي يصرّون على الالتزام بها كما أوردها فوزي، وبارندر، هي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الكيشا :




وتعني الشعر الواجب أن يُحافظ عليه السيخي الذي انتسب إلى الأخوة . فعندهم أنَّ شعر الرأس واللحية يجب أن يُطلق ولا يُقص منه شيء


.
2 الكانجا:





وهو مشط يحمله كلّ واحد من السيخ، وهو لزوم شعر رأسه ولحيته الطويل ليُسرحه به ساعة الضرورة وساعة يشاء


.
3 ـ الكاشا :





سروال قصير لا يتجاوز الركبة، وهو أشبه بشورت عسكري




4 ـ كارا



سوار من الفولاذ يضعه كلّ سيخي في معصم يده اليمنى، وهو عندهم أشبه ما يكون بتعويذة يظنّون أنَّها تبعد الشرّ عنهم والأذى


.
5 ـ كيربان :



خنجر من الفولاذ، أو مدية، يتمنطق بهذا الخنجر كلّ رجل من السيخ، ويبدو أنَّ هذا الأمر يُلازم شخصيتهم العسكرية القائمة على فلسفة القوّة التي أصَّلها الغورو غوبندسينغ.



وعندهم كلّ من لـم يلتزم بهذه الكافات الخمسة ينعتونه بصفة باتت أي المرتد،



أمّا الذين لـم يتطهروا قط من قبل حسب طقوسهم ويلتزموا بهذه الأمور فيعطونهم فرص الاقتراب من الالتزام بهذه الكافات الخمسة تدريجاً ويُسمّون الواحد منهم «المتكيّف البطيء».



أمّا سائر المعابد المنتشرة خارج الهند، وخاصة في بريطانيا فتسمى غوردوارا ومعناه البوابة إلى الغورو.
لا وجود لنظام كهنوتي عند السيخ
وإنَّما الراشدون من الجنسين هم الذين يقومون بإحياء الطقوس الدينية والشعائر بما في ذلك أداء الترانيم والأناشيد في صلاتهم وسائر مناسباتهم، وطقوسهم متنوّعة الأصول



فمنها ما هو من أصل هندوسي ومنها ما هو من أصل إسلامي، وأخرى من مصدر مسيحي كالتعميد مثلاً.




المجتمع السيخي مجتمع ذكوري، يتمّ إقرار أمور الطائفة من خلال حالة شورى تتمّ في المعبد وبالتصويت، والنساء لا تشارك في هذا العمل.



وإذا انتقلنا إلى الأسرة، وهي الحلقة المهمة في المجتمع، نجد أنَّ الزواج عندهم زواج ديني بحت،


ويتمّ في المعبد «الغوردوارا»، ومراسمه تتمّ أمام كتابهم «الغورو غرانت صاحب».




أمّا الولادة وإنجاب طفل فلها كذلك بعض المستلزمات، وأولها إنشاد بعض المقاطع من نصوصهم الدينية احتفالاً بالمولود الجديد، و «بعد أيام قليلة يحضرون الطفل إلى الغوردوارا ويفتح كتاب ألـ «آدي غرانت» ويعطى المولود اسماً استناداً إلى أحرف الكتاب ويكون عادة الحرف الأول من الكلمة الأولى على الصفحة اليسرى».
عندما يتفتح الوعي عند الطفل يبدأون بتعليمه بعض النصوص المقدّسة من كتبهم، وعند البلوغ يعمِّدون أولادهم، ويكون ذلك باحتفال في الغوردوارا يسقون المعمَّد فيه شراباً يسمّونه الرحيق الإلهي وبعدها يُعلنون انضمامه إلى الأخوية


المسماة الخلســا



وبعد وفاة الإنسان هناك مراسم خاصة بالجنائز مأخوذة من الهندوس، حيث تحرق الجثة، ويتمّ حرق الجثمان وسط تواشيح وأناشيد معينة ترتل بشكل متواصل، وتتلى صلاة ابتهالية.
بعد إحراق جثة الميّت يتبع السيخ عادة الهندوس حيثُ يلقون رماد الجثمان في أحد الأنهار ويفضلون إلقاءها في نهر الغانج، وهو النهر المقدّس عند الهندوس.


بناء على ما تقدّم يمكننا القول إنَّ ديانة السيخ وعباداتهم وطقوسهم وسائر شعائرهم


مزيج من مصادر متنوعة



فمنها الإسلامي ومنها الهندوسي ومنها المسيحي كالتعميد،


ومنها عادات وتقاليد اجتماعية موروثة أو وافدة،



لكن على أي حال فإنَّهم يشكّلون اليوم جماعة بشرية لها معتقدها ومفاهيمها وخصوصياتها،

كما أنَّها تتصرّف بشكل عدواني حيال المسلمين، وبدرجة أقل عدوانية حيال الهندوس من مواطنيهم،



وهم يشكلون مجتمعاً خاصاً ومتميزاً يُقارب عدده العشرين مليوناً.

Wednesday 25 February 2009

الـمــعــتــقــــد الــثــانــــي - الـســيــخــيــــــة

ظهرت السيخية متأخرة عن الديانات الهندية الكبرى التي ظهرت قبل ميلاد المسيح عليه السلام،
حيث ظهر مذهب السيخ في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي،
وذلك بعد أن أشرق فجر الإسلام على ربوع الهند وقامت فيه ممالكه ودوله.
تعريف السيخية
ـــــــــــــــــــــــ
ديانة وضعية أرضية جمعت عناصرها من الثقافة الهندوسية ومن الدين الإسلامي،
وقد أراد واضعها جمع المسلمين والهندوس على دين واحد، إلا أنه فشل في ذلك، فظلت الديانتان على حالهما،
وشكل هو وأتباعه دينا جديدا تحت مسمى السيخية
.
مؤسسها
ــــــــــــــــــ
يدعى "ناناك" ولد في الهند سنة 1469م . هندوسي المولد والديانة،

إلا أن اختلاطه بالمسلمين ومجالسته للصوفية منهم قد أثر فيه،
مع ما قد عرف عنه من نقده لبعض جوانب الهندوسية، فتولد عنده همُّ الجمع بين الديانيتين،
فخرج على الناس بالدعوة إلى الدمج بين الديانتين
تحت شعار " لا هندوس لا مسلمون " .فنبذه المسلمون والهندوس على السواء ،
وانحاز هو وأتباعه ليكونوا جماعة دينية مستقلة، كغيرها من الجماعات الدينية التي تعج بها الهند.
أنشأ لديانته الجديدة معبدا، وكان هو أول معبد لها في "كارتاربور" ،
وينسب إليه كتاب " كرو كرنتها صاحب " وهو من الكتب المقدسة لدى السيخ .
توفي تاناك سنة 1539م، وقبل وفاته عين أحد طلابه خليفة له،
وقد دفن في بلدة ديرة "باباناناك" بالبنجاب الهندية الآن
.
الأفكار والعقائد
ــــــــــــــــــــــــ
تشتمل أفكار السيخ ومعتقداتهم على خليط غير متجانس من العقائد والأفكار
التي أُخذت من الديانة الإسلامية والثقافة الهندوسية،
فمن معتقدات السيخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- القول بالتوحيد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا أخذوه من المسلمين إلا أنهم خلطوه بشرك الهندوس، فزعم رئيسهم - وفق ما ذُكر في كتابهم المقدس :
" إن برهما خرج من سرة وشنو " وكلاً من برهما وشنو من آلهة الهندوس، فبرهما هو الخالق عندهم وشنو أو فيشنو هو الإله الحافظ لأمر العالم - كما ورد في موضوعي عن الهندوسية - ،
وبهذا الجمع الغريب يكون السيخ قد جمعوا بين لفظ التوحيد عند المسلمين وحقيقة الشرك والتعدد عند الهندوس
2- القول بوحدة الوجود،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا القول لا شك أنهم أخذوه عن الهندوسية،
فالإسلام يفصل فصلا تاما بين حقيقة الإله الخالق المعبود، وبين خلقه من الحيوان والجماد،
وأما الهندوسية فتعتقد أن المخلوقات برزت من مادة الإله ولذلك فغاية المنى عند الهندوسي أن يتحد بالإله،
ولعل هذه النظرة الهندوسية هي التي أخذ السيخ منها القول بوحدة الوجود
.
3- تحريم عبادة الأصنام وصناعتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
، وهذا مأخوذ من المسلمين، أما الهندوس فتكاد تضيق بيوتهم ومعابدهم بها .
4- القول بتناسخ الأرواح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
، وهو من صلب عقيدة الهندوس، فالأرواح تنتقل من جسد إلى آخر دائما وأبدا
إلا أن تنجو فتتحد بالإله برهما - وفق اعتقاد الهندوس -،
وقد أدخل السيخ تعديلا على عقيدة التناسخ فأرجعوا الأمر إلى الله سبحانه، فقالوا :
إن التناسخ ليس بحتم بل قد ينجو الإنسان من التنقل أحيانا بمحض لطف الله سبحانه
.5- تحريم الرهبنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيث يوجبون على أتباع الطائفة السعي لطلب الرزق،
وهذا بلا ريب مأخوذ من الإسلام الذي حرم الرهبانية وأوجب على العبد اكتساب معيشته،
على خلاف مذهب الهندوس الذي يرغب أتباعه في الرهبنة وترك العمل والسلبية في الحياة
.6- الإيمان بأصل النبوة والرسالة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأن الله يبعث إلى عباده رسلا يهدونهم ويدلونهم إلى طريق الخير والصلاح، وهذا القدر يشبه معتقد المسلمين،
أما الهندوس فيؤمنون بأن الله إذا أراد هداية خلقه نزل إليهم في صورة بشر لإنقاذهم،
وقد تسرَّب القول بألوهية المصلح إلى السيخ من قبل زعيمهم "أرجن داس" المتوفي سنة 1601م،
والذي أعلن القول بألوهية جميع المصلحين السابقين ابتداءا "بنانك" مؤسس السيخية وانتهاء به،
وجاء المصلحون من بعده فادعوا لأنفسهم مثل ما ادعى لنفسه
!!!7- إباحة شرب الخمر وأكل لحم الخنزير،
وتحريم أكل لحوم الأبقار، وهذا من دين الهندوس
.8- الدعوة إلى الوحدة بين الهندوس والمسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورفع شعار " لا هندوس لا مسلمون "
يقول الزعيم السيخي كوبند سنغ : " لا فرق بين مندر " معبد الهندوس " ومسجد
وبين عبادة الهنادك وصلاة المسلمين
" 9- المحافظة على التزام القواعد الخمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي بمثابة الهدي الظاهر لهم وهي :
الأولى :الكيشو "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومعناها إرسال شعر الرأس واللحية وعدم حلقهما.
الثانية : "الكانغا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو عبارة عن تضفير الشعر وتركه مجدولا عوضا عن مشطه - وعندي معلومة تقول أن السيخي يقص جزء بسيط من شعره كلما قتل مسلمين - هذه المعلومه سرية لكن سمعتها أثناء حياتي بالخليج والله أعلم .
الثالثة : " الكانشا "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتعني لبس سروال متسع يضيق عند الركبتين، وتحريم لباس "دهوتي
وهو الرداء الذي يلبسه الهندوس، وطوله ستة أمتار، يلف حول الجسد من تحت السرة .
الرابعة : "الكارا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو سوار من حديد يلف حول المعصم، ويحرم لبس جميع أنواع الحلي والجواهر .
الخامسة : "الكربال"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو عبارة عن نوع من السيوف أو الخناجر يلبسه السيخي ليتحلى به، وليحمي السيخي نفسه من أعدائه .
الكتب المقدسة لدى السيخ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألف قادة السيخ ومعلمومهم كتبا قدسها أتباعهم، واتخذوها مصدر هداية لهم،
فمن تلك الكتب:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب آدي غرانت
ــــــــــــــــــــــــــــ
ويشتمل على مجموعة من الأناشيد الدينية ألفها المعلمون الخمسة الأوائل وتبلغ قريبا من 6000 نشيد ديني.
كتاب " كروكرنتها صاحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وينسب إلى مؤسس السيخية نانك.
كتاب "راحت ناما"
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويحتوي على آداب وتقاليد " الخالصدال"
وهي طائفة من الشباب التزمت بنظام سلوكي قاس،
حيث ينصرفون إلى العبادة والقتال من أجل الحق والعدل الذي يعتقدونه .
عبادة السيخ :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمحور عبادة الإله عند السيخ بترديد الأناشيد من كتبهم المقدسة التي سبق ذكرها.
كانت تلك لمحة موجزة عن الديانة السيخية، وهي توضح أنها اختراع بشري
أراد صاحبه الجمع بين ديانة سماوية هي الإسلام، وديانة وضعية أرضية وثنية هي الهندوسية،
رغبه في الأولى سمو تعاليمها، وإحكام مبانيها،
ورغبه في الثانية تقليد الآباء والأجداد، كما هو حال المشركين الذين وصفهم سبحانه بقوله :
{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } ( الزخرف : 23 ) ،
ومحاولة خلط دين سماوي بفلسفة بشرية هي أشد سذاجة من منطق المشركين هذا،
فالأديان تتلقى من الوحي وتنزل من السماء، ولا تخترعها العقول وترسمها الأفكار .

Tuesday 3 February 2009

الهندوسيــــة ....الجزء الثالث


الهندوسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعريف :الهندوسية ويطلق عليها أيضاً البرهمية(*) ديانة(*) وثنية(*) يعتنقها معظم أهل الهند،
وهي مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر.
إنها ديانة تضم القيم الروحية والخلقية إلى جانب المبادىء القانونية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها،
فلكل منطقة إله(*)، ولكل عمل أو ظاهرة إله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأسيس وأبرز الشخصيات:•
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يوجد للديانة الهندوسية مؤسس معين، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون،
فقد تمّ تشكُّل الديانة وكذلك الكتب عبر مراحل طويلة من الزمن.•
الآريُّون الغزاة الذين قدموا إلى الهند في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هم المؤسسون الأوائل للديانة الهندوسية
.- ديانة الفاتحين الجديدة لم تمح الديانة القديمة للهنود، بل مازجتها وتأثرت كل منهما بالأخرى.-
في القرن الثامن قبل الميلاد تطورت الهندوسية على أيدي الكهنة(*) البراهمة الذين يزعمون أن في طبائعهم عنصراً إلهيًّا
ثم تطورت مرة أخرى في القرن الثالث قبل الميلاد عن طريق قوانين منوشاستر(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.الأفكار والمعتقدات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:نستطيع فهم الهندوسية من خلال كتبها، ونظرتها إلى الإله، ومعتقداتها وطبقاتها إلى جانب بعض القضايا الفكرية والعقائدية الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• كتبها :
ــــــــــــــــــــــــ
للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم غريبة اللغة
وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة وأهمها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:1- الفيدا
ــــــــــــــــــــــــ
: وهي كلمة سنسكريتية معناها الحكمة والمعرفة،
وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي،
وفيه أدعية تنتهي بالشك والارتياب كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود،
وهي تتألف من أربعة كتب هي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:1- رج فيدا أو راجا فندا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أي الفيدا الملكية) وترجع إلى 3000 سنة قبل الميلاد،
فيها ذكر لإله(*) الآلهة(إنذار) ثم لإله النار (أغني) ثم الإله (فارونا) ثم الإله سوريه (إله الشمس
)
.2- يجور فيدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتلوها الرهبان(*) عند تقديم القرابين
3- سم فيدا
ــــــــــــــــــــــــــ
ينشدون أناشيده أثناء إقامة الصلوات والأدعية
4- أثروا فيدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبارة عن مقالات من الرقي (*) والتمائم (*) لدفع السحر والتوهم والخرافة والأساطير والشياطين.
وكل واحد من هذه الفيدات يشتمل على أربعة أجزاء هي:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
i- سَمْهِتا
ــــــــــــــــــــ
: تمثل مذهب(*) الفطرة، وأدعيته كان يقدمها سكان الهند الأقدمون لآلهتهم قبل زحف الآريين
..
ii- البراهمن
ـــــــــــــــــــــــــ
يقدمها البراهمة للمقيمين في بلادهم مبينة أنواع القرابين
iii-آرانياك
ـــــــــــــــــــــــــ
وهي الصلوات والأدعية التي يتقدم بها الشيوخ أثناء إقامتهم في الكهوف والمغاور وبين الأحراش والغابات
iv- آبا نيشادات
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
: وهي الأسرار والمشاهدات النفسية للعرفاء من الصوفية
.
.2- قوانين منو
ــــــــــــــــــــــــــــــ
: وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد في العصر الويدي الثاني، عصر انتصار الهندوسية على الإلحاد(*) الذي تمثل في (الجينية والبوذية).
وهذه القوانين عبارة عن شرح للويدات بين معالم الهندوسية ومبادئها وأسسها
.
1- كتب أخرى
ــــــــــــــــــــــــ
:أ‌- مها بهارتا
ــــــــــــــــــــــــ
: ملحمة هندية تشبه الإلياذة(*) والأوديسة(*) عند اليونان ومؤلفها (وياس) ابن العارف (بوسرا) الذي وضعها سنة 950 ق.م وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب .
ب‌- كيتا
ــــــــــــــــــ
: تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة، وينسب إلى كرشنا(*) فيها نظرات فلسفية واجتماعية
.ت‌- يوجا
ــــــــــــــــــــــــــ
(*) تحتوي على أربعة وستين ألف بيت، ألفت إبتداء من القرن السادس عبر مرحلة طويلة على أيدي مجموعة من الناس، فيها أمور فلسفية ولاهوتية
.ث‌- رامايانا
ــــــــــــــــــــــــــ
: يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك أسمه (راما).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرة الهندوسية إلى الآلهة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:- التوحيد
ــــــــــــــــــــ
: لا يوجد توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله(*) من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، وعندها يخاطبونه برب الأرباب أو إله(*) الآلهة
.- التعدد
ـــــــــــــــــــــــــ
: يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد: كالماء والهواء والأنهار والجبال.. وهي آلهة كثيرة يتقربون إليها بالعبادة والقرابين.
التثليث
ــــــــــــــــــ
(*): في القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه
:1- براهما(*): من حيث هو موجود
.2- فشنو(*): من حيث هو حافظ
.3- سيفا(*): من حيث هو مهلك
.فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها
. وهم بذلك قد فتحوا الباب أمام النصارى للقول بالتثليث
.- يلتقي الهندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الحيوان كالقردة ولكن تتمتع البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة ولها تماثيل في المعابد والمنازل والميادين ولها حق الانتقال إلى أي مكان ولا يجوز للهندوكي أن يمسها بأذى أو بذبحها وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية
.- يعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد حلت كذلك في إنسان اسمه كرشنا وقد التقى فيه الإله(*) بالإنسان أو حل اللاهوت(*) في الناسوت(*)، وهم يتحدثون عن كرشنا كما يتحدث النصارى عن المسيح
، وقد عقد الشيخ محمد أبو زهرة – رحمه الله – مقارنة بينهما مظهراً التشابه العجيب، بل التطابق، وعلق في أخر المقارنة قائلاً: "وعلى المسيحيين(*) أن يبحثوا عن أصل دينهم"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.• الطبقات في المجتمع الهندوسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:- منذ أن وصل الآريون إلى الهند شكَّلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن، ولا طريق لإزالتها لأنها تقسيمات أبدية من خلق الله (كما يعتقدون).-
وردت الطبقات في قوانين منو على النحو التالي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:1- البراهمة
ــــــــــــــــــــــــ
: وهم الذين خلقهم الإله(*) براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن(*)، والقاضي، ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم
.2- الكاشتر
ــــــــــــــــــــــــ
: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع
.3- الويش
ـــــــــــــــــــــــــــ
: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية
.4- الشودر
ـــــــــــــــــــ
: وهم الذين خلقهم الإله من رجليه، وهم مع الزنوج الأصليين يشكلون طبقة المنبوذين، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاث السابقة الشريفة ويمتهنون المهن الحقيرة والقذرة
.- يلتقي الجميع على الخضوع لهذا النظام الطبقي بدافع ديني
.- يجوز للرجل أن يتزوج من طبقة أعلى من طبقته ويجوز أن يتزوج من طبقة أدنى على أن لا تكون الزوجة من طبقة الشودر الرابعة
ولا يجوز للرجل من طبقة الشودر أن يتزوج من طبقة أعلى من طبقته بحال من الأحوال
.- البراهمة هم صفوة الخلق، وقد ألحقوا بالآلهة، ولهم أن يأخذوا من أموال عبيدهم "شودر" ما يشاؤون
.- البرهمي الذي يكتب الكتاب المقدس هو رجل مغفور له ولو أباد العوالم الثلاثة بذنوبه
.- لايجوز للملك – مهما اشتدت الظروف – أن يأخذ جباية أو إتاوة من البرهمي
.- إن استحق البرهمي القتل لم يجز للحاكم إلا أن يحلق رأسه ، أما غيره فيقتل
.- البرهمي الذي هو في العاشرة من عمره يفوق الشودري الذي ناهز المائة كما يفوق الوالد ولده
.- لا يصحُّ لبرهمي أن يموت جوعاً في بلاده
.-
المنبوذون أحط من البهائم وأذل من الكلاب بحسب قانون منو
(*).-
من سعادة المنبوذين أن يخدموا البراهمة وليس لهم أجر أو ثواب
.-
إذا مدّ أحد المنبوذين إلى برهمي يداً أو عصاً ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه فُدِعت رجله.- إذا هَمَّ أحد من المنبوذين بمجالسة برهمي فعلى الملك أن يكوي استه وينفيه من البلاد
.- إذا ادّعى أحد المنبوذين أنه يعلِّم برهمياً فإنه يسقى زيتاً مغليًّا
.- كفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة سواء
.- ظهر مؤخراً بعض التحسن البسيط في أحوال المنبوذين خوفاً من استغلال أوضاعهم ودخولهم في أديان أخرى لا سيما النصرانية التي تغزوهم أو الشيوعية التي تدعوهم من خلال فكرة صراع الطبقات.- ولكن كثيراً من المنبوذين وجدوا العزة والمساواة في الإسلام فاعتنقوه
.معتقداتهم
ــــــــــــــــــــــ
:- تظهر معتقداتهم في الكارما، وتناسخ الأرواح(*)، والانطلاق، ووحدة
:1- الكارما
ــــــــــــــــــــــــ
: قانون الجزاء أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة، وجزاء حياةٍ يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب
.2- تناسخ الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): إذا مات الإنسان يفنى منه الجسد وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة
.3- الانطلاق
ــــــــــــــــــــــــــــ
: صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة.- من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما
.- يؤخذ على هذا المبدأ أنه جعل التصوف والسلبية أفضل من صالح الأعمال لأن ذلك طريق للاتحاد بالبراهما
.4- وحدة الوجود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: التجريد الفلسفي ارتقى بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة(*) وتصير النفس هي عين القوة الخالقة
.أ‌- الروح كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة
.ب‌- العلاقة بين الإنسان وبين الآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة
.ت‌- هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.•
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفكار ومعتقدات أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
:- الأجساد تحرق بعد الموت لأن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إلى أعلى وبشكل عمودي لتصل إلى الملكوت الأعلى في أقرب زمن، كما أن الاحتراق هو تخليص للروح من غلاف الجسم تخليصاً تاماً
.- عندما تتخلص الروح وتصعد، يكون أمامها ثلاثة عوالم
:1- إما العالم الأعلى: عالم الملائكة
.2- وإما عالم الناس: مقر الآدميين بالحلول
.3- وإما عالم جهنم: وهذا لمرتكبي الخطايا والذنوب.- ليس هناك جهنم واحدة، بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة
بهم
.- البعث في العالم الآخر إنما هو للأرواح لا للأجساد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.- يترقى البرهمي في أربع درجات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:1- التلميذ وهو صغير
.2- رب الأسرة
.3- الناسك
ويقوم بالعبادة في الغابات إذا تقدم به السن
.4- الفقير
: الذي يخرج من حكم الجسد وتتحكم فيه الروح ويقترب من الآلهة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.- المرأة التي يموت عنها زوجها لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم
.- قد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه، وقد حرم القانون هذا الإجراء في الهند الحديثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.- الديانة الهندية تجيز عقد القران للأطفال وهم يَحْبُون، ويحدث أن يموت الولد فتشب البنت أرملة ابتداء، ولكن القانون الهندي الحديث حرم ذلك ومنع عقد القران إلا في سن الشباب
.- ليس للفرد أهمية إلا إذا كان عضواً في جماعة، وتكون هذه الجماعة عضواً في جماعة أكبر، ذلك لأن العناية للجماعة لا للفرد
يلاحظ هبوط المستوى الاقتصادي لمعتنقي الهندوسية لأن بعض الطبقات لا تعمل؛ ذلك لأن العمل لا يليق بمكانتها السامية كطبقة البراهمة مثلاً
.- نظام الطبقات يعطل مبدأ تكافؤ الفرص
.- رفضت الهندوسية حركة الإصلاح الداخلي المتمثلة في الإسلام وقاومتها محتفظة بتعليماتها ومعتقداتها
.- حاول الزعيم الهندي (غاندي) تقليص الحدة بين الطبقات وبين المنبوذين ولكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح، بل كان هو ذاته ضحية لهذه المحاولة.
- حاولت جماعة (السيخ) إنشاء دين(*) موحد من الهندوسية والإسلام لكنهم فشلوا إذ سرعان ما انغلقوا على أنفسهم وصاروا طبقات متميزة يرفضون التزاوج مع غيرهم
.الجذور الفكرية والعقائدية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:• في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كان هناك سكان الهند الأصليين من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية
.• جاء الغزاة الآريون مارّين في طريقهم بالإيرانيين فتأثرت معتقداتهم بالبلاد التي مروا بها، ولما استقروا في الهند حصل تمازج بين المعتقدات تولدت عنه الهندوسية كدين فيه أفكار بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص
.• وفي القرن الثامن قبل الميلاد تطورت الهندوسية عندما وُضع مذهب البرهمية وقالوا بعبادة براهما(*).• عصفت بالديانة(*) الهندية حركتان قويتان هما الجينية والبوذية
.• ظهرت قوانين منو(*) فأعادت إليها القوة وذلك في القرن الثاني والثالث قبل الميلاد
.• انتقلت فكرة التثليث(*) من الفكر الهندي إلى الفكر النصراني بعد رفع المسيح عليه السلام
.• انتقل فكر التناسخ(*) والحلول(*) ووحدة الوجود (*) إلى بعض المسلمين الذين ضلُّوا فظهرت هذه العقائد عند بعض المتصوفة، وكذلك ظهرت عند الإسماعيلية وعند الفرق الضالة كالأحمدية
.الانتشار ومواقع النفوذ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:كانت الديانة الهندوسية، تحكم شبه القارة الهندية وتنتشر فيها على اختلاف في التركيز
، ولكن البون الشاسع بين المسلمين والهندوس في نظرتيهما إلى الكون والحياة وإلى البقرة التي يعبدها الهندوس ويذبحها المسلمون ويأكلون لحمها؛ كان ذلك سبباً في حدوث التقسيم
حيث أُعلن عن قيام دولة الباكستان بجزأيها الشرقي والغربي والتي معظمها من المسلمين، وبقاء دولة هندية معظم سكانها هندوس والمسلمون فيها أقلية كبيرة
.ويتضح مما سبق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
:أن الديانة الهندوسية مزيج من الفلسفة(*) الهندية والديانتين اليهودية(*) والمسيحية كما أنها عقيدة محدودة الأتباع
. ويعتقد الهندوس أنها جاءت عن طريق الوحي(*)، ولو صح هذا فلا بد أنه قد حصل لها الكثير من التحريف والتبديل حتى أصبحت أسلوباً في الحياة أكثر مما هي عقيدة واضحة المعالم
. وتشمل من العقائد ما يهبط إلى عبادة الأشجار والأحجار والقرود والأبقار.. إلى غير ذلك من أنواع الوثنية(*) التي تتنافى مع أبسط قواعد التوحيد
. كما أن التقسيم الطبقي فيها يتعارض مع كرامة الإنسان ويجعلها بعيدة عن الوحي الرباني
.